السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصــــــــــــــدق : هــــذه الكلمــــة التـــي فقـــدت رونقهــــا وبريقهــــا
--------------------------------------------------------------------------------
تحمل القواميس العربية الكثير من المصطلحات والكلمات الجميله التي تحمل معاني اسمى ، ولكن بعض هذه الكلمات في زمننا هذا لم يعد لها وجود ولم تعد لها أي قيمة يفرض عليها تواجدها والاهتمام بها .
ومن هذه الكلمات الجميلة كلمة (الصدق) . فهذه الكلمه اصبح تواجدها يسبب نوعا من السلبيه والتخلف عن ركب الزمن السريع ، الذي بات يحصر اهتمامه على سطحية الاشياء ولم يكن بمقدوره ان يتمهل ليتعمق اكثر.
هذه الكلمة التي فقدت رونقها وبريقها ، حتم عليها رتم حياتنا ان تنتحر رغما عنها ، فهذا الرتم السريع قد اودى بنا الى ان نجاريه بالسرعه ، وان نعمل توازن لخطواتنا لكي لا نقبع في التخلف والرجعية .
مسكينة تلك هذه الكلمة عندما وعت لم تجد نفسها الى على السنتنا ، وعلمت ان عمرها قصير لا يشفع لها لان تعيش اكثر.
ودابت كتب علماء النفس والكتب التي تهتم بفن العلاقات الانسانيه واهميتها ، ان تعلمنا باهمية الكذب في مجال حياتنا العمليه والعلميه وفي علاقاتنا الاجتماعيه بجميع انواع هذه العلاقه . بالرغم من انها لم تذكر الكذب مطلقا ، بل حسنت من وضعه وجعلته في صور ابهى واجمل . ذكرته بصور المجامله والتحفيز وغير ذلك من الصور .
ولم ياتي من فراغ ، بل ان وضعناالان فرض ان يكون هذا التعامل هو الامثل في حياتنا الان .
لو نلقي بنضرة ثاقبه ونضرة متبصره اكثر ، نجد اننا نركز فقط على ضواهر وسطحية الاشياء فقط ، ولم يعد لدينا وقت كافي لان ننظر الى العمق اكثر ، ولم نعد نهتم بجواهر الاشياء .
في علاقاتنا مع الناس بات الحكم على ضاهر الاشخاص وعلى اسلوبهم المنمق ، واصبح لدينا اليقين بان هذه الاشياء هي مصدر حكم الناس علينا فقط . ولم يعد مابداخلنا هو مصدر الاحكام وليست له أي اهميه .
وللاسف اننا نئد هذه الكلمة المغلوب على امرها( الصدق) ، ونحن لانغفل اهميتها الكبيره في حياتنا .
عندما اغتالت قلوبنا هذه الكلمة ، فقدنا الامان في حياتنا .
لم نعد نشعر بالامان في علاقاتنا مع الاصدقاء ومع زملاء العمل ومع حتى اقرب الناس الينا . مرضت النفوس الان بالظنون والشكوك لمن حولنا عندما غاب اهم رابط في حياتنا مع الناس . واصبح مذاق الحياة لا طعم له ولا رائحة .
لم نعد شغوفين باشراقة كل صباح ان نستمتع باخبار الصحف اليوميه كما كان في ضل انعدام المصداقية ، وحتى ان صدقت يضل هاجسنا مؤمن بانعدامها .
عندما غاب النقاء والوضوح في حياتنا بدأنا نشعر باالقلق والاكتئاب والوحده ونشعر بالغربة التي تكمن في دواخلنا مع اقرب الناس لنا.
وامتلئت رفوف المكتبات بالكتب التي تهتم بالجوانب النفسيه لحياتنا ، ومشاكلنا مع القلق والهموم .